شارع الصليبة وأهم آثاره - ج2
مسجد لاجين السيفى (857 هـ)
يكتب: الشيماء المهدي
مفتشة اثار بإدارة تعديات وسط الدلتا
أنشأ هذا المسجد الأمير لاجين حسام الدين الجركسى الجنس الذي
اشتراه الملك الظاهر برقوق ومن ثم فقد أضيف إلى اسمه الظاهرى وصار من جملة مماليكه
.
ويعتبر مسجد لاجين من المساجد القليلة النادرة التى بنيت
في عصر المماليك الجراكسة على غرار المساجد ذات الأروقة بدلا من الإيوانات الذى
انتشر فى بناء المدارس منذ العصر الأيوبي
تقع واجهته الرئيسية فى الضلع الجنوبى الغربى للجامع ،
وقد اندثر جزء كبير منها ولم يبق إلا الجانب الأيمن من المدخل الرئيسى ،ويشغل هذه
الواجهة حنيتان كبيرتان مسطحتان يفصل
بينهما بروز. ويشغل كل حنية صفان من النوافذ ، الصف السفلى ويتكون من نافذتين
مستطيلتين يعلو كل منهما عتب مكون من صنجات معشقة غاية فى الإبداع ، ويعلوه عقد
عاتق والنافذتان مملوءتان بمصبعات حديدية. ويتكون الصف العلوى كذلك من نافذاتين
معقودتين ملئتا من الداخل بجص معشق بزجاج اندثر معظمه الآن. ويتوج الحنية التى
ترتفع بارتفاع الواجهة أربعة صفوف من الدلايات فى وضع زخرفى بديع ، وينتهى هذا
الجزء من الواجهة بجدار خلو من الزخرف يكون الركن الجنوبى الشرقى من المسجد.أما
الجزء الأيسر من الواجهة فقد اندثر
اما المدخل الرئيسي فيبلغ عرضه (3.40) من المتر وعمقه (1.42)
من المتر وكان يشغل هذا العمق مكسلتان أصبحتا الآن مساويتان لمستوى الشارع الذى
ارتفع الأن بمقدار متر تقريبا مما أدى إلى النزول درجتين عن مستوى الشارع للدخول
إلى المسجد وعلى بعد (مدماكين) من المكسلتين يوجد بحرين كانت بهما الكتابات
التأسيسية التى اندثرت معظمها الآن
ويتوسط حنية المدخل باب يبلغ عرضه متران يعلوه عتب مكون
من صنجات معشقة يحتضنه إطار من زخارف قالبية بارزة. وفوق العتب يوجد عقد عاتق مكون
كذلك من صنجات معشقة وعلى جانبيه مستطيلان بهما زخارف نباتية بأسلوب (الأرابسك)
محفورة فى الحجر. ويعلو العقد وفى منتصف حنية المدخل توجد دخلة صغيرة يتوسطها
نافذة مربعة مملوءة بمصبعات حديدية ، والحنية يكتنفها عمودان مندمجان ويتوجها
أربعة صفوف من الدلايات فى وضع هندسى بديع
وتنتهى حنية المدخل من أعلى بعقد ذى ثلاثة فصوص يزخرف
الفص الأوسط منه زخارف على شكل مثلثات هندسية بالأبلق أما الفصان الاخران فقد ملئا
بست صفوف من الدلايات. ويحيط بالمدخل كله إطار مستطيل بزخارف قالبية بارزة منحوتة
بالحجر ينتهى بانتهاء أعلى الواجهة تقريبا
والمئذنة تقوم على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسى للمسجد.
وتتكون المئذنة من قاعدة كبيرة مربعة الشكل بها باب معقود يؤدى إلى درج المئذنة.
ويأتى فوق القاعدة الطابق الأول وهو مثمن الشكل زخرف كل ضلع منه بحنية تعلوها عقد
ذو زاوية ، فتحت فى أربعة منها نوافذ ضيقة للإضاءة يتقدمها شرفة ترتكز على ثلاثة
صفوف من الدلايات. ويعلو الطابق الأول شريط سقطت كل الكتابة التى كانت به. ويعلو
الطابق شرفة مثمنة يحيط بالمئذنة تفصل بين الطابق الأول والثانى ترتكز على أربعة
صفوف من الدلايات وتحيط بها الآن ساتر خشبى مخرم أما الطابق الثانى الموجود الآن
بالمئذنة والذى ينتهى بشكل مخروطى على شكل القلم الرصاص فهو تجديد فى العصر
المملوكى ، ومن المرجح أن المئذنة كانت تحتوى على ثلاثة طوابق ، الثانى مستدير
الشكل والثالث مكون من ثمان أعمدة وينتهى بخوذة يعلوها الهلال كما هى القاعدة فى
مآذن عصر المماليك الجراكسة
هذا ويعتبر مسجد الأمير لاجين السيفى من المساجد الصغيرة
الحجم حيث يتكون المسجد من صحن مكشوف يتوسطه تنخفض أرضيته فى باقى الأروقة ، ويحيط
به الأروقة من جميع الجهات.رواق القبله هو أكبر الأروقة يقسمه صفان من البوائك إلى
رواقين موازين لحائط القبلة وتتكون كل بائكة من أربعة أعمدة مختلفة الأشكال
والتيجان. والبائكة المطلة على الصحن يعلوها جدار يرتفع بارتفاع واجهة المسجد
ويزخرفه شرفات على شكل ورقة ثلاثية
اما الرواق الشمالى الغربى فهو المواجه لرواق القبلة وهو
يشبه رواق القبلة من حيث عدد أعمدة البوائك وعدد العقود وشكلها وسعتها، إلا أنه
يحتوى على رواق واحد
تقبلوا تحياتي والى لقاء والجزء الثالث