مصر بيتنا

مصر بيتنا

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

شارع الصليبة وأهم آثاره - الجزء الاول

شارع الصليبة وأهم آثاره - ج1
يكتب:
الشيماء المهدي
مفتشة آثار بإدارة تعديات وسط الدلتا


ليس أفصح من وصف أحجاره إلا أحجاره ، و ليس أمتع من مشاهدة معالمه إلا معالمه تسير فيه فتحس بأن المماليك معك .. لا يفارقونك  و من خلفهم أحمد بن طولون أميرٌ على المكان كله ..

يبدأ الشارع من ميدان السيدة زينب المبارك  حيث يُعرف أوله بشارع عبد المجيد اللبان (مراسينا سابقاً)  حينما تدخله لا تشتم إلا عبق التاريخ  تشعر أن أرواح المماليك تحيط المكان .. وبعد قليل من السير تجد عن يسارك مسجد الأمير لاجين السيفي بمئذنته القصيرة الوديعة ،بناه الأمير لاجين السيفي المملوكي سنة 853هـ  و كأنه خفيرٌ على الشارع يقول لك : (انتبه ، إن بعدي مما هو أعظم مني ما يفوق خيالك...)

وبالفعل لا تسير أمتاراً أخرى حتى تجد أثراً شامخاً من أعظم آثار القاهرة  هو مسجد و خانقاه الأميرين سلار الناصري و سنجر الجاولي بمئذنته الشامخة الوقورة و قبتيه العظيميتين  و قد بناه الأمير سلار الناصري سنة 703هـ  و هو من المساجد المعلقة  إذ يرتفع مدخله عن الشارع بنحو ثلاثة أمتارٍ و نصف المتر  كما تتميز قبتاه بالكتابات الكوفية البديعة.


وتظل سائراً في الشارع الزاخر .. لترى عن يمبنك أثراً لا يقل عظمة و شموخاً عن سالفه  ألا  وهو مسجد  ومدرسة الأمير صرغتمش .. الذي أنشأه الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري المملوكي سنة 757هـ  ليكون مسجداً و مدرسة للحديث و الفقه الحنفي.

وما أن تخرج من مسجد الأمير صرغتمش و تتجه يميناً حتى ترى القلعة الإسلامية الضخمة الجاثمة خلفه  وهي جامع أحمد ابن طولون شيخ جوامع القاهرة و عُرف الجامع بهذا اللقب لأنه أقدم جامع قاهري احتفظ بتصميمه الأصلي دون تغيير ، على عكس جامع عمرو بن العاص الذي محت التجديدات معالمه الأصلية.

و يجاور جامع أحمد ابن طولون بيت عثماني يُعرف ببيت الكريدلية ويُستخدم حالياً متحفاً أثرياً تُعرض فيه المجموعة الأثرية الخاصة بالأثري الإنجليزي جاير أندرسون.

 نكمل رحلتنا في الشارع العتيق لنقابل عن يسارنا مسجد المؤرخ الشهير ابن تغري بردي صاحب الموسوعتين التاريخيتين الخالدتين (النجوم الزاهرة في تاريخ مصر و القاهرة) و ( المنهل الصافي و المستوفي بعد الوافي (.. وقد أنشأ ابن تغري بردي مسجده هذا سنة 844هـ  وتوفي سنة 872  و المسجد بديع ذو مئذنة باسقة   و هو من الداخل صغير نسبياً  لكنه جميل التقسيم.

ويظل الركب سائراً في شارع الصليبة حتى سبيل أم عباس حيث يقاطعه امتداد شارع المعز  شارع السيوفية إلى الحلمية شمالاً  وشارع الخليفة إلى السيدة سكينة جنوباً  وعلى ناصيتي الشارعين  يتقابل مسجدا الأمير شيخون العمري كأحسن ما تكون المقابلة  و أوفق ما تبدو المواجهة  ثم يشاهد السائر بعد ذلك مسجد قانيباي المحمدي  و هو مسجد جميل أنشأه الأمير قانيباي المحمدي سنة 816هـ .

و يحتضن الشارع العتيق بعد ذلك سبيل السلطان قايتباي884هـ الذي تحول إلى مركز للحضارة الإسلامية  وهو ختام سلسلة الآثار الشامخة التي يحويها الشارع  فإن هي إلا أمتارٌ قليلة و يصب الشارع في ميدان القلعة ...




و الى لقاء قريب مع اول اثار شارع الصليبة  .. مسجد لاجين السيفي
انتظروني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قال الاجداد "صم شفتيك.. وراقب يديك.. واكبح جماح قلبك"
اترك تعليقك وافتخر بمصريتك