يكتب:
الاستاذ/ محمود فرحات
باحث في علم المصريات
عضو جمعية الاثار
في حياة الامم والشعوب ايام خالدات وفي حياة الأمة المصرية ايام مشرفة لشعبها وجيشها العظيم سنقوم بأستعراض هذه البطولات على حلقات متتابعه مختصره و سنبدأ اليوم مع أول سطور التاريخ واهم واعظم انتصارات الجيش والشعب المصري خلال تاريخه القديم..،،
معركة التحرير:
استغل الهكسوس تسامح شعب مصر وعدم ميله للعنف وسماحه لهم بالدخول الى ارض مصر ومعايشتهم نتيجه للظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقة منقله الطعام والماء.. ولكن الهكسوس كانوا أحد نماذج الخسه والخيانه وعدم تقدير الجميل فطمعوا في أرض مصر وحكمها واصبحوا يتسللون الى ارضنا باعداد كبيرة حتى تمكن الهكسوس في غفلة من الزمن ان يحكموا مصر ودام حكمهم لأكثر من 100 سنه فى فتره من التاريخ دب فيها التنازع والتناحر بين شعب مصر في الشمال والجنوب واصبح الصراع بينالبيوت المصرية القوية هو السمه السائده للوصول الى العرش
كان مركز حكم الهكسوس هو (اواريس) شرق الدلتا ولكن نفوذهم امتدالى الدلتا كلها واجزاء كبيرة من صعيد مصر .. لقد كان احتلال الهكسوس لمصر هو أولما تعرضت له مصر في تاريخها القديم من ذل على يد اجنبي.. ولهذا كان انتقامالمصريين بقدر ما قاسوه من مراره كما سنرى..
فقد بالغ الهكسوس في اذلال الشعب المصري وحكام الاقاليم ففرضوا عليهم الجزية فدفعها الامراء الضعفاء الذي هادنوا الهكسوس للبقاء في اماكنهم ورفضها الامراء الذين كان يشغلهم مصر وليس عرش مصر وكان من بينهم البطل الشهيد (سقننرع) حاكم طيبة وسانده في ذلك عدد من بيوت الصعيدالشرفاء
وقد قاوم المصريون اجيال وراء اجيال الوجود الهكسوسي في مصر وكان اول من نظم المقاومة ضد هؤلاء الغزاه الأمير (سقنن رع) حيث استطاع توحيد أمراء طيبه وحلفائها من الاسر القوية وتجهيز جيش كبير وتسليحه بأسلحة تعادل تسليح الهكسوس وبخاصة العجلات الحربية التي مكنت الغزاة من السيطرة على مصر ولقد استحق بذلك لقب البطل الأول لمعارك التحرير..
بعد استشهاد (سقنن رع) تبعه (كاموس) ابنه ليواصل مسيره والده الى ان استشهد هو ايضا وترك لنا لوحه تخلد ذكراه جاء فيها حزن الملك على ما حدث للبلاد وان حال مصر اوجع قلبة وهو الدافع لخروجة لتحرير الشمال من دنس الهكسوس الغزاة..
"إن ما فاهوا به أحزن قلب الملك وصاح فيهم بأنه سيطرد هذا الذي يشاركه حكم مصر وانه سيذهب للشمال لينقض عليه وانه واثق من ان النصر آتوا لبلاد كلها ستهتف لهذا الحاكم في طيبة وستقول عنه كامس حامي مصر"
وآن الاوان لتحرير مصر على يد الاخ الاصغر لـ(كامس) البطل(اعحمس الاول) الذي شهد مقتل ابيه واخيه على يد الغزاة فقرر تسلم راية الجهاد واعلن حربا طويلة لا هوادة فيها حتى يحقق النصر او يموت مثل شهيداً فداء لمصر.. فتمكن من تحقيق الانتصار وطرد المحتل بل وطارده حتى اجلاهم نهائيا عن ارض مصر.. وسجل هذا الانتصار احد قادة الجيش المصري يدعى (احمس بن ابانا) من منطقة ادفو وكان قائد لاحد السفن التي حاصرت مدينة (أواريس) عاصمة الهكسوس ثم تبع الملك في مطارده الهكسوس الهاربيين الى جنوب غزة واشترك في محاصرتهم ثلاث سنوات في (شاروهن) حتى سقطت وتم لمصر النصر فقد فرقت شملهم حروب (اعحمس) ثم جاء حفيده (تحتمس الثالث) كماسنرى في الحلقات القادمة ليقطع دابرهم ويمحيهم من صفحات التاريخ كقوة حربية.. وبعد ان اطمأن (اعحمس) لعدم مقدرتهم على العودة مرة اخرى لاشاعة الفوضى في البلاد بدأفي اعادة تنظيم البلاد
وهكذا خرجت جحافل جنود مصر خير الاجناد من طيبه لمحاربة الغزاة فلم تعد الى وطنها الا بعد القضاء على عدوهم ووضع الحجر الاول في صرح الامبراطورية المصرية التي سبح الشرق كله بأسمها.. حقاً إنها تضحيات كثير بذلها اجدادنا لنحيا على هذه الارض في سلام.. فذهبوا هم لخلودهم.. وبيقنا نحن لنحمل اللواء...
والى اللقاء في الجزء الثالث، دمتم مصريين
8 مسرا 6255الموافق 14 أغسطس 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قال الاجداد "صم شفتيك.. وراقب يديك.. واكبح جماح قلبك"
اترك تعليقك وافتخر بمصريتك